قصة واقعية: كيف خسرتُ مالي بسبب عائلة زوجتي
البداية: عودة مليئة بالأمل
كنتُ أعيش في إحدى دول أوروبا لسنوات، أعمل في التجارة الصغيرة، أبيع وأشتري في الملابس المستعملة وأرسل المال لعائلتي في المغرب. ومع مرور الوقت، وبالكثير من الصبر والحرص، تمكنت من جمع مبلغ معتبر. لم أكن غنياً بالمعنى الحقيقي، لكنني كنتُ فخوراً بما وصلتُ إليه: شقة صغيرة في مدينتي، بعض المدخرات في البنك، وأحلام كبيرة بالاستقرار.
حين قررت العودة إلى المغرب، كان هدفي أن أستقر وأبني حياة جديدة. بدأت أبحث عن شريكة حياة، وجاءتني النصيحة من إحدى قريباتي أن أتقدم لخطبة سلمى، ابنة عائلة معروفة في منطقتنا. كانت عائلتها تبدو محترمة، وسمعتُ كثيراً عن جمالها وأخلاقها.
لم يطل الأمر حتى تمّ اللقاء الأول. كانت سلمى شابة في منتصف العشرينيات، مؤدبة وخجولة. وجدتُ فيها ما أبحث عنه: الحياء والبساطة. عائلتها استقبلتني بحرارة، لكن ما لاحظته منذ البداية أنهم كانوا يسألون كثيراً عن عملي بالخارج، وعن مدخولي، وعن المبلغ الذي عدتُ به. تجاهلت ذلك، وأقنعت نفسي أن هذا مجرد فضول طبيعي.
الزواج والمرحلة الأولى من "الطلبات"
تم الزواج بسرعة، وبدأت حياتنا الزوجية بهدوء. كنتُ سعيداً أنني لم أعد وحيداً، وصرتُ أفكر في مشاريع صغيرة أستثمر فيها مدخراتي.
لكن منذ الأشهر الأولى، بدأ والد سلمى يطلب مني مساعدات مالية. في البداية كان الأمر يبدو بسيطاً: «نحتاج بعض المال لإصلاح السقف»، «ابنك يحتاج لدواء غالٍ»، «نريد أن نساعد أختك في مصاريف الزواج». كنتُ أعتبر الأمر طبيعياً، فأنا جزء من هذه العائلة الآن.
بمرور الوقت، دخلت الأم والإخوة على الخط. الأخ الأوسط مثلاً طلب مني «سلفة صغيرة» لشراء هاتف جديد بحجة أنه يحتاجه للعمل، ثم تبين أنه يستعمله فقط للترف. أما الأخ الأكبر، فقد جاءني بخطة «مشروع تجاري مربح» يتعلق ببيع مواد البناء. ضغطت سلمى عليّ كثيراً لأوافق، وقالت لي: «إنهم عائلتي، وإذا ساعدتهم ستكسب احترامهم أكثر».
وافقتُ، ودفعت جزءاً من مدخراتي للمشروع. لكن بعد شهور قليلة اكتشفت أن المشروع لم يكن سوى وهم، وأن المال استُعمل في قضاء عطلة وسفرات لأفراد العائلة.
بداية الانهيار
بدأت أشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي. كلما حاولت أن أرفض طلباً جديداً، كان الرد يأتي على شكل ابتزاز عاطفي:
- «ألسنا عائلتك؟»
- «كيف تبخل علينا وأنت تعيش معنا بخير؟»
- «الله يرزقك، لماذا لا تساعدنا؟»
زوجتي سلمى، بدل أن تكون سنداً لي، كانت تضغط عليّ أكثر: «إنهم أهلي، لا أستطيع أن أرفض لهم شيئاً»، وإذا ترددتُ، تتهمني بالبخل وعدم المسؤولية.
خلال ثلاث سنوات فقط، تآكلت معظم مدخراتي. المبالغ الصغيرة تراكمت، والمشاريع الوهمية التهمت البقية. لم يتبق لي سوى متجري الصغير، الذي كنت أعمل فيه كل يوم.
المواجهة الصعبة
حين قررتُ أن أوقف نزيف المال، وقفت العائلة كلها ضدي. اتهموني أنني «استغنيت» وأصبحتُ لا أريد مساعدتهم. حاولتُ أن أشرح لهم أنني لم أعد أملك شيئاً، لكن لم يصدقني أحد.
وصل الأمر أنني حين رفضتُ إعطاء «سلفة» جديدة للأخ الأصغر، اندلع شجار كبير بيني وبين زوجتي. قالت لي كلمات قاسية لم أنسها: «لو كنت رجلاً بحق، لكنتَ واقفاً مع أهلي، لا ضدهم». شعرت أنني غريب في بيتي، وأنني مجرد «بنك متحرك» بالنسبة لهم.
النهاية المريرة
الأزمة بلغت ذروتها عندما قررت سلمى طلب الطلاق، بدعم كامل من أهلها. لم يترددوا لحظة واحدة، وكأنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة. وجدوا مبررات واهية، وأقنعوها أن مستقبلها سيكون أفضل بدون «زوج بخيل».
دخلتُ في دوامة المحاكم، وخسرت ما تبقى لي من أعصاب ومال. بعد الطلاق، وجدت نفسي وحيداً، مثقلاً بالديون، بلا مدخرات، وبقلب محطم.
العبرة من القصة
الثقة والكرم صفات نبيلة، لكن يجب أن تُقرن بالحذر والحدود الواضحة. العائلة التي تحترم صهرها لا تنظر إليه كبنك، بل كعضو تُبنى معه علاقة احترام متبادل. ضع قواعدك منذ البداية، ولا تسمح لأحد أن يستغل طيبتك.
ملاحظة للنشر: يمكنك وضع صورة غلاف لرجل متعب أمام أوراق مالية وخلفه عائلة تتحاور، مع وصف بديل: رجل يتعرض للاستغلال المالي من عائلة زوجته.