ريال مدريد يهزم ريال سوسييداد 2–1 خارج الديار رغم النقص العددي: مباراة شخصية وإصرار
تحليل شامل لمجريات اللقاء: الأهداف، اللحظات الفاصلة، أفكار المدربين، تقييم اللاعبين، وأبرز الدروس الفنية لما هو قادم.
خرج ريال مدريد بانتصار ثمين من ملعب أنوئيتا على حساب ريال سوسييداد بنتيجة 2–1 في مباراة حملت كل عناصر الدراما: هدف مبكر، طرد مؤثر، ركلة جزاء للمضيف، وتألق فردي صنع الفارق. ورغم اللعب بعشرة لاعبين لفترة طويلة، أثبت الميرنغي نضجه التكتيكي وقدرته على إدارة الأزمات داخل المباراة، بينما أظهر سوسييداد شخصية هجومية مقبولة لكنه عانى في اللمسة الأخيرة أمام مرمى كورتوا.
ملخص سريع للأحداث
بدأ ريال مدريد بقوة وافتتح التسجيل عبر كيليان مبابي بعد ضغط مبكر واستغلال لارتباك دفاعي، قبل أن يتلقى الفريق ضربة بطرد دين هويسن إثر تدخل على أويارزابال. ورغم النقص، ضاعف آردا جولر النتيجة من هجمة منظمة شارك فيها مبابي. في الشوط الثاني، عاد سوسييداد للمباراة بركلة جزاء نفذها ميكل أويارزابال، لكن صمود دفاع مدريد وتألق تيبو كورتوا حسما النقاط الثلاث للضيوف.
تسلسل زمني لأبرز اللحظات
- د12 — هدف ريال مدريد: مبابي ينهي كرة عرضية أرضية بذكاء في الزاوية القريبة.
- د31 — بطاقة حمراء لريال مدريد: هويسن يُطرد بعد تدخل على أويارزابال؛ نقطة تحول في اللقاء.
- د43 — هدف ثانٍ للريال: آردا جولر يسدد بلمسة هادئة بعد تمريرة حاسمة من مبابي.
- د56 — ركلة جزاء لسوسييداد: أويارزابال يقلّص النتيجة إلى 2–1.
- د70–90 — ضغط متواصل للمضيف وتسديدات خطرة يُنقذها كورتوا مع تضحيات دفاعية كبيرة.
تحليل ريال مدريد (بعشرة لاعبين)
بعد الطرد، انتقل الفريق إلى شكل أقرب لـ 4-4-1 في الحالة الدفاعية مع عودة الجناحين لخط الوسط وإبقاء مبابي في الأمام كمنفذ للهجمات المرتدة. لعب الوسط دورًا محوريًا في غلق العمق أمام مفاتيح لعب سوسييداد، بينما تقلصت المسافات بين الخطوط، الأمر الذي قلل من خطورة الكرات البينية. في البناء، لم يغامر الريال بكثافة أعداد كبيرة، بل اعتمد على الخروج السريع من الجهة اليمنى وتدوير الكرة لامتصاص ضغط أصحاب الأرض.
تحليل ريال سوسييداد
حاول سوسييداد استغلال التفوق العددي بالعرضيات والتمريرات القطرية نحو القائم البعيد، مع تحركات أويارزابال بين قلبَي الدفاع. ورغم الوصول إلى مناطق مؤثرة، افتقد الفريق اللمسة الأخيرة والتنويع في الإنهاء. كما أن كثافة مدريد في منطقة كرة العرضية الأولى أفسدت كثيرًا من الكرات. كان ينقص سوسييداد تغيير الإيقاع بمهاجم صندوقي أقوى داخل منطقة الجزاء أو تسديدات أكثر من حافة المنطقة لفتح دفاع الضيوف.
تقييمات أبرز اللاعبين
| الفريق | اللاعب | تقييم/10 | ملاحظات مختصرة |
|---|---|---|---|
| ريال مدريد | كيليان مبابي | 9.0 | هدف + تمريرة حاسمة؛ تهديد دائم في التحولات حتى مع النقص العددي. |
| ريال مدريد | آردا جولر | 8.0 | هدوء في الإنهاء وتمركز ذكي بين الخطوط؛ ساهم في كرات الخروج. |
| ريال مدريد | تيبو كورتوا | 8.5 | تصديات حاسمة في الدقائق الأخيرة حمت الفوز. |
| ريال مدريد | دين هويسن | — | بطاقة حمراء مبكرة؛ نقطة تحول ضغطت الفريق تكتيكيًا. |
| سوسييداد | ميكل أويارزابال | 7.5 | سجل من ركلة جزاء، تحركات مزعجة لكن افتقد الدعم في منطقة الإنهاء. |
| سوسييداد | برايس مينديز | 7.0 | إمداد مستمر بالعرضيات والكرات القطرية؛ دقة التنفيذ تراجعت تحت ضغط الريال. |
- هدف مبابي المبكر الذي منح الضيوف أفضلية نفسية وأجبر سوسييداد على فتح خطوطه.
- طرد هويسن الذي غيّر شكل المباراة وفرض على الريال خطة أكثر تحفظًا.
- تصديات كورتوا في الربع الأخير، والتي منحت الفريق القدرة على الدفاع عن التقدم.
قراءة تكتيكية متعمقة
أهم ما ميّز ريال مدريد بعد الطرد كان إدارة المسافات. حافظ الفريق على عمق دفاعي بارتفاع خط متوسّط، ومنع التمريرات العمودية وراء الظهيرين عبر تضييق الزوايا بتمركز الجناحين داخل نصف المساحة عند فقدان الكرة. في المقابل، استغل مبابي أي مساحة خلف خط دفاع سوسييداد في التحولات، ما أجبر أصحاب الأرض على إبقاء لاعب ارتكاز متأخر لاصطياد المرتدات، وبالتالي قلّ عدد المهاجمين داخل منطقة الجزاء عند العرضيات.
أما سوسييداد فكان بحاجة إلى تغيير نقطة الهجوم بسرعة أكبر: مزيد من التسديد من خارج المنطقة لجذب أظهرة مدريد إلى الداخل، أو هجمات مركّبة من العمق بدل الاعتماد شبه الكامل على الأطراف. كما كان استبدال مبكر بمهاجم قوي هوائيًا سيوفر كثافة أفضل أمام كورتوا. كذلك، كان يمكن زيادة الضغط المعاكس بعد فقدان الكرة لإحباط مرتدات الريال، لكن ذلك لم يظهر بالحدة الكافية إلا في دقائق متفرقة.
ماذا تعني النتيجة للفريقين؟
بالنسبة لريال مدريد، الفوز خارج ملعبه بعشرة لاعبين لوقت طويل رسالة ثقة تؤكد صلابة الفريق ذهنيًا وتكتيكيًا. سيحتاج المدرب إلى معالجة بعض الفترات التي فقد فيها الفريق السيطرة بعد هدف سوسييداد، لكن قدرة المجموعة على المعاندة والبقاء في المباراة حتى صافرة النهاية تمنح القائمين على المشروع مؤشرات إيجابية للغاية.
أما ريال سوسييداد، فالأداء كان شجاعًا لكنه افتقد الحسم. الفريق صنع فرصًا كافية للخروج بنقطة على الأقل، غير أن الجودة في اللمسة الأخيرة والتعامل مع الكرات الثانية داخل المنطقة لم تكن بالمستوى المطلوب. التحسينات الممكنة تتمثل في زيادة التنوع في الإنهاء والجرأة على التسديد من خارج المنطقة، إلى جانب سرعة أكبر في تدوير الجبهة المقابلة عند مواجهة تكتل عددي.
خلاصة
مباراة اليوم بين ريال مدريد وريال سوسييداد قدمت جرعة كبيرة من الإثارة والتحدي. ريال مدريد عرف كيف يضرب أولًا، وكيف يدافع عن تقدمه حين تعقدت الظروف، وكيف يوظف نجمه الأول مبابي في المساحات القليلة لإيذاء الخصم. وفي المقابل، لم يبتعد سوسييداد كثيرًا عن الصورة، لكنه احتاج إلى قرارات أفضل في الثلث الأخير. هكذا انتصر المنطق القائم على الانضباط والفعالية، ليغادر الملكي سان سيباستيان بثلاث نقاط ثمينة ستُحسب كثيرًا في سباق الصدارة خلال الأسابيع القادمة.