ريال مدريد موسم 2025–2026: تقرير شامل عن الانتقالات والتشكيلة وأبرز التحديات
يدخل ريال مدريد موسم 2025–2026 بروح جديدة ورغبة جامحة في استعادة الهيمنة محليًا وأوروبيًا. بعد موسم 2024–2025 الذي تخللته بعض الخيبات، قررت الإدارة بقيادة فلورنتينو بيريز أن تُجدد الدماء في الفريق وتمنح المشروع الرياضي نفسًا جديدًا، مستفيدة من ميراثها العريق وقدرتها المالية الضخمة. هذا المقال يقدم تحليلًا شاملًا للتغييرات الفنية، الصفقات، التشكيلة، وأهداف الفريق، إضافة إلى التحديات التي تنتظره.
قيادة فنية جديدة: عهد تشابي ألونسو
أبرز تغيّر في هذا الموسم هو رحيل المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي بعد سنوات حافلة بالبطولات. الإدارة تعاقدت مع النجم السابق للفريق تشابي ألونسو كمدير فني جديد. ألونسو قادم من تجربة ناجحة مع باير ليفركوزن الألماني، حيث قاد الفريق إلى ألقاب محلية وأظهر مرونة تكتيكية عالية. جماهير “الملكي” تنظر إليه باعتباره رمزًا من الماضي الذهبي وأملًا لمستقبل أكثر حداثة.
ألونسو يُعرف بأسلوبه المبني على الاستحواذ الذكي، الضغط العالي، والانضباط الدفاعي. هذه الفلسفة تختلف جزئيًا عن المدرسة الإيطالية الهادئة التي اتبعها أنشيلوتي، ما يجعل الموسم الحالي تجربة مثيرة لمعرفة مدى قدرة اللاعبين على التكيف مع هذا التحول.
سوق انتقالات قوي ومتوازن
ريال مدريد لم يكتفِ بتغيير الجهاز الفني، بل أطلق صيفًا حافلًا بالانتقالات:
- ترينت ألكسندر-أرنولد: الظهير الأيمن الإنجليزي القادم من ليفربول في صفقة ضخمة، ليضيف بعدًا هجوميًا بتمريراته الدقيقة وقدرته على صناعة اللعب من الخلف.
- دين هويخسين: قلب دفاع شاب من بورنموث، تعاقد معه النادي لتعزيز العمق الدفاعي وضمان مستقبل الخط الخلفي.
- ألفارو كارّيراس: لاعب متعدد المراكز قادم من بنفيكا، قادر على شغل الجهة اليسرى دفاعيًا وهجوميًا.
- فرانكو ماستانتونو: موهبة أرجنتينية هجومية من ريفر بليت، يُنتظر أن يكون أحد اكتشافات الموسم.
- غونزالو غارسيا: تصعيد رسمي من فريق الرديف (كاستيا) مع تمديد عقد حتى 2030، خطوة تؤكد سياسة الدمج بين الأكاديمية والفريق الأول.
في المقابل، غادر بعض أعمدة الجيل الذهبي:
- لوكا مودريتش: أنهى مسيرته الأسطورية بقميص الميرينغي.
- لوكاس فاسكيز: انتقل إلى باير ليفركوزن.
- خيسوس فاييخو: رحل بعد انتهاء عقده.
التشكيلة المتوقعة وأسلوب اللعب
من المنتظر أن يعتمد ألونسو على تشكيل 4-3-3 القابل للتحوّل إلى 4-2-3-1 عند الحاجة، مع اعتماد كبير على الاستحواذ والضغط العكسي.
التشكيلة المحتملة:
حراسة المرمى: تيبو كورتوا، القائد الأمين الذي عاد بكامل جاهزيته.
الدفاع: ترينت ألكسندر-أرنولد يمينًا، ميليتاو وهويخسين في قلب الدفاع، وفيرلاند ميندي يسارًا مع إمكانية مشاركة كاريراس.
الوسط: أوريلين تشواميني، فيديريكو فالفيردي، وجود بيلينغهام مع خيارات كامافينغا لتعزيز العمق.
الهجوم: كيليان مبابي في مركز المهاجم الحر، يسانده فينيسيوس جونيور ورودريغو على الأطراف، مع إمكانية إشراك ماستانتونو أو غارسيا في بعض المباريات.
هذا التوليف يجمع بين السرعة الفائقة في الهجوم والصلابة الدفاعية، مع مرونة تكتيكية تمنح ألونسو مساحة لتجريب خطط متنوعة.
نقاط القوة
- هجوم خارق: وجود مبابي وفينيسيوس يجعل أي دفاع خصم في حالة تأهب دائم، بينما رودريغو يوفر حلًا هجوميًا إضافيًا.
- وسط شاب ومتكامل: تشواميني وكامافينغا وفالفيردي يوفّرون طاقة هائلة وقدرة على السيطرة على إيقاع اللعب.
- خبرة الحراسة: كورتوا أحد أفضل حراس العالم، عنصر استقرار لا غنى عنه.
- تدعيمات نوعية: صفقة أرنولد وحدها كفيلة بإضفاء بُعد هجومي جديد من الجهة اليمنى.
التحديات
لكن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود:
- التأقلم مع أسلوب جديد: يحتاج اللاعبون إلى وقت لفهم فلسفة ألونسو القائمة على الضغط العالي.
- المنافسة الشرسة: برشلونة وأتلتيكو مدريد عزّزا صفوفهما، فيما تبقى أندية إنجلترا وألمانيا خصومًا أقوياء في دوري الأبطال.
- الإصابات المحتملة: أي إصابة لمبابي أو كورتوا قد تربك الحسابات.
الأهداف الكبرى
- الليغا الإسبانية: استعادة اللقب أولوية مطلقة لإثبات التفوق المحلي.
- دوري أبطال أوروبا: السعي نحو اللقب الخامس عشر وتعزيز الأسطورة الأوروبية.
- الكؤوس المحلية: كأس الملك والسوبر الإسباني لتعزيز رصيد الألقاب وإبقاء روح الفوز عالية.
- بناء فريق المستقبل: دمج المواهب الشابة ومنحهم دقائق لعب كافية لتأمين استمرارية المشروع.
الجانب المالي والبنية التحتية
استثمار إدارة بيريز في ملعب سانتياغو برنابيو المطوّر يوفّر عائدات قياسية من التذاكر والجولات السياحية والحفلات، ما يعزز القدرة على إبرام صفقات كبيرة دون التأثير على الاستقرار المالي. هذه القوة الاقتصادية تمنح النادي أريحية في التخطيط طويل المدى.
خاتمة
موسم 2025–2026 يمثل مفترق طرق لريال مدريد. نجاح تشابي ألونسو في فرض أسلوبه، واستغلال التعاقدات الذكية، والحفاظ على لياقة النجوم سيحدد ما إذا كان النادي قادرًا على كتابة فصل جديد في تاريخه الحافل. الجماهير الملكية تتطلع إلى رؤية كرة هجومية ممتعة تليق بسمعة النادي، وتنتظر عودة قوية إلى منصات التتويج الأوروبية.